فصل: باب: الميم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


الجزء السادس

لسان العرب

باب‏:‏ الميم

الميمُ من الحُروف الشَّفَوِيَّة ومن الحُروف المَجْهورة، وكان الخليل يسمي الميم مُطْبقَة لأَنه يطبق إِذا لفظ بها‏.‏

ابريسم‏:‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو الإِبْرِيِسِم، بكسر الراء، وسنذكره في برسم إِن شاء الله تعالى‏.‏

أتم‏:‏ الأَتْمُ من الخُرَز‏:‏ أَن تُفْتَق خُرْزَتان فتَصِيرا واحدة، والأتُومُ من النساء‏:‏ التي التَقى مَسْلَكاها عند الافْتِضاض، وهي المُفْضاة، وأَصلُه أَتَمَ يأْتِمُ إِذا جمع بين شيئين، ومنه سمي المَأْتَمُ لاجتماع

النساء فيه؛ قال الجوهري‏:‏ وأَصله في السِّقاء تَنْفَتِق خُرْزَتان

فَتَصيران واحدة؛ وقال‏:‏

أَيا ابنَ نخّاسِىَّة أَتُومِ

وقيل الأَتُومُ الصغيرة الفَرْج؛ والمَأْتم كل مُجْتَمَعٍ من رجال أَو

نساء في حُزْن أَو فَرَحٍ؛ قال‏:‏

حتى تَراهُنَّ لَدَيْه قُيّما، كما تَرى حَوْلَ الأَمِير المَأْتَما

فالمَأْتَمُ

هنا رِجالٌ لا مَحالةَ، وخصَّ بعضهم به النساء يجتمعن في حُزْن أَو

فرَح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فأَقاموا عليه مَأْتَماً؛ المَأْتَمُ في الأَصل‏:‏

مُجْتَمَعُ الرجال والنساء في الغَمِّ والفَرَح، ثم خصَّ به اجتماع النساء للموت، وقيل‏:‏ هو الشَّوابُّ منهنَّ لا غير، والميم زائدة‏.‏ الجوهري‏:‏ المَأْتم عند

العرب النِّساء يجتمعن في الخير والشر؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ‏:‏

رِمَتْهُ أَناةٌ من رَبِيعةِ عامِرٍ، نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مأْتَمِ

فهذا لا مَحالة مَقام فَرَح؛ وقال أَبو عطاء السِّنْدي‏:‏

عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت

جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ

أَي بأَيدي نِساءٍ فهذا لا مَحالة مَقام حُزْن ونَوْح‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

وخصَّ بعضهم بالمَأْتَم الشوابَّ من النِّساء لا غير، قال‏:‏ وليس كذلك؛ وقال ابن مقبل في الفَرَح‏:‏

ومَأْتَمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها، لم تَيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا‏.‏

قال أبو بكر‏:‏ والعامة تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح والنياحة، وإِنما المَأْتَمُ النساء المجتَمِعات في فَرَح أَو حُزْن؛ وأَنشد بيت أَبي

عَطاء السِّنْدي‏:‏

عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت

جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ

فجعل المأْتم النساء ولم يجعله النِّياحة؛ قال‏:‏ وكان أَبو عطاء فصيحاً، ثم ذكر بيت ابن مقبل‏:‏

ومَأْتمٍ كالدُّمى حور مَدامِعها، لم تيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا

وقال‏:‏ أَراد ونِساء كالدُّمى؛ وأَنشد الجوهري بيت أَبي حَيَّة النميري‏:‏

رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعةِ عامِرٍ، نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مَأْتَمِ

يريد في نِساء أَي نِساء، والجمع المَآتِم، وهو عند العامَّة المُصيبة؛ يقولون‏:‏ كنّا في مَأْتَمِ فلان والصواب أَن يقال‏:‏ كُنّا في مَناحة فلان‏.‏

قال ابن بري‏:‏ لا يمتنع أَن يقَع المَأْتَم بمعنى المَناحةِ والحزْن

والنَّوْحِ والبُكاءِ لأَن النساء لذلك اجْتَمَعْنَ، والحُزْن هو السبب

الجامع؛ وعلى ذلك قول التيمي في منصور بن زِياد‏:‏

والناسُ مَأْتَمُهُم عليه واحدٌ، في كل دار رَنَّةٌ وزَفِيرُ

وقال زيد الخيل‏:‏

أَفي كلِّ عامٍ مَأْتَمٌ تَبْعَثُونَه

على مِحْمَرٍ، ثَوَّبْتُموه وما رضَا

وقال آخر‏:‏

أَضْحى بَناتُ النَّبِّي، إِذْ قُتلوا، في مَأْتَمٍ، والسِّباعُ في عُرُسِ‏.‏

أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباع في سُرورٍ؛ وقال الفرزدق‏:‏

فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ من الناس، فاصْبِري

فَلن يُرْجِع المَوْتَى حَنِينُ المَآتِمِ

فهذا كله في الشرّ والحُزْن، وبيت أَبي حية النميري في الخير‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وزعم بعضهم أَن المأْتَم مشتقٌّ من الأَتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ، ومن المرأَة الأَتُوم، والتقاؤهما أَنَّ المَأْتَم النساء يجتمعن ويَتقابلن

في الخير والشرِّ‏.‏

وما في سيره أَتَمٌ ويَتَمٌ أَي إِبطاء‏.‏ وخطب فما زال على شيء واحد‏.‏

والأُتُم‏:‏ شجر يشبه شجر الزيْتون ينبت بالسَّراة في الجبال، وهو عِظام

لا يحمل، واحدته أُتُمة، قال‏:‏ حكاها أَبو حنيفة‏.‏

والأَتْم‏:‏ موضع؛ قال النابغة‏:‏

فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ، شُعْثاً، يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإِ التُّؤامِ

وقيل‏:‏ اسم واد؛ قال ابن بري‏:‏ ومثله قول الآخر‏:‏

أُكَلَّفُ، أَن تَحُلَّ بنو سُلَيم

بطونَ الأَتْمِ؛ ظُلْم عَبْقَريّ

قال‏:‏ وقيل الأَتْمُ اسم جبل؛ وعليه قول خُفاف ابن نُدْبة يصف غَيثاً‏:‏

عَلا الأَتْمَ منه وابلٌ بعد وابِلٍ، فقد أُرْهقَتْ قِيعانُه كل مُرْهَق

أثم‏:‏ الإِثْمُ‏:‏ الذَّنْبُ، وقيل‏:‏ هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ والإِثْمَ والبَغْيَ بغير الحَقّ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ فإن عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً؛ أَي ما أُثِم فيه‏.‏ قال الفارسي‏:‏ سماه

بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك، وقد أَثِم يأْثَم؛ قال‏:‏

لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثم أَراد ما في قومها أَحد يفْضُلها‏.‏ وفي حديث سعيد بن زيد‏:‏ ولو شَهِدْتُ

على العاشر لم إِيثَم؛ هي لغة لبعض العرب في آثَم، وذلك أَنهم يكسرون

حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم، فلما كسروا الهمزة في إِأْثم انقلبت الهمزة الأَصلية ياء‏.‏

وتأَثَّم الرجل‏:‏ تابَ من الإِثْم واستغفر منه، وهو على السَّلْب كأَنه

سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما‏.‏ وفي حديث

مُعاذ‏:‏ فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم؛ يقال‏:‏

تأَثَّم فلانٌ إِذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم، كما يقال تَحَرَّج

إِذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج؛ ومنه حديث الحسن‏:‏ ما عَلِمْنا أَحداً منهم

تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً، وقوله تعالى‏:‏

فيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما؛ قال ثعلب‏:‏ كانوا إِذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا، فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة، والإِثْم القِمارُ، وهو أَن يُهْلِك الرجلُ

ويذهِب مالَه، وجمع الإِثْم آثامٌ، لا يكسَّر على غير ذلك‏.‏

وأَثِم فلان، بالكسر، يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وقع في الإِثْم، فهو آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً‏.‏ وأَثَمَه الله في كذا يَأْثُمُه

ويأْثِمُه أَي عدَّه عليه إِثْماً، فهو مَأْثُومٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏ أَثَمَه الله يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ وقال الفراء‏:‏ أَثَمَه الله يَأْثِمُه إِثْماً

وأَثاماً إِذا جازاه جزاء الإِثْم، فالعبد مأْثومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه، وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود؛ قال ابن بري‏:‏ وليس بنُصيب الأَسود المَرواني

ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي‏:‏

وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها، وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ‏؟‏

ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها‏:‏ لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب

المرواني، وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي، مولى بني

الحُبَيك بن عبد مناة ابن كِنانة، يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي

بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي، ويروى بكسر الثاء وضمها، وقال في الحاشية

المذكورة‏:‏ قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس يغلَط في هذا البيت، يرويه النَّفَرْ، بفتح الفاء وسكون الراء، قال‏:‏ وليس كذلك، وقيل‏:‏ هذا البيت

من القصيد التي فيها‏:‏

أَما والذي نادَى من الطُّور عَبْدَه، وعَلَّم آياتِ الذَّبائح والنَّحْر

لقد زادني للجَفْر حبّاً وأَهِله، ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الجَفْر

وهل يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها، وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النَّفْر‏؟‏

وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً، وما بالمَطايا من كَلال ومن فَتْرِ

والأَثامُ‏:‏ الإِثْم‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ يَلْقَ أَثاماً، أَراد

مُجازاة الأَثام يعني العقوبة‏.‏ والأَثامُ والإِثامُ‏:‏ عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخيرة

عن ثعلب‏.‏ وسأَل محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل‏:‏ يَلْفُ أَثاماً، قال‏:‏

عُقوبةً؛ وأَنشد قول بشر‏:‏

وكان مقامُنا نَدْعُو عليهم، بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثامُ

قال أَبو إسحق‏:‏ تأْويلُ الأَثامِ المُجازاةُ‏.‏ وقال أَبو عمرو الشيباني‏:‏

لَقِي فلان أَثامَ ذلك أَي جَزاء ذلك، فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى

أَن معناه يَلْقَ جَزاء الأَثامِ؛ وقول شافع الليثي في ذلك‏:‏

جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى

عَقُوقاً، والعُقوقُ له أَثامُ

أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق، وهي قطيعة الرَّحِم‏.‏ وقال الليث‏:‏ الأَثامُ

في جملة التفسير عُقوبة الإِثمِ، وقيل في قوله تعالى، يَلقَ أَثاماً، قيل‏:‏ هو وادٍ في جهنم؛ قال ابن سيده‏:‏ والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ

الأَثام‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَن عَضَّ على شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام؛ الأَثامُ، بالفتح‏:‏ الإِثمُ‏.‏ يقال‏:‏ أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً، وقيل‏:‏ هو جَزاء

الإِثمِ، وشِبْذِعُه لسانه‏.‏ وآثَمه، بالمدّ‏:‏ أَوقعه في الإِثمِ؛ عن الزجَّاج؛ وقال العجاج‏:‏

بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثم وأَثَّمه، بالتشديد‏:‏ قال له أَثِمْت‏.‏ وتأَثَّم‏:‏ تحَرَّجَ من الإِثم وكَفَّ عنه، وهو على السَّلْب، كما أَن تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً؛ قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود‏:‏

تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّماً، إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثم ورجل أَثَّامٌ من قوم آثمين، وأَثِيمٌ من قوم أُثَماء‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏

إِنَ شَجرَةَ الزَّقُّوم طَعامُ الأَثِيم؛ قال الفراء‏:‏ الأَثِيمُ الفاجر، وقال الزجاج‏:‏ عُنِيَ به هنا أَبو جهل بن هِشام، وأَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ؛ التهذيب‏:‏ الأَثِيمُ في هذه الآية بمعنى الآثِم‏.‏ يقال‏:‏ آثَمَهُ الله يُؤْثمه، على أَفْعَله، أَي جعله آثِماً وأَلفاه آثِماً‏.‏ وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه‏:‏ أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ

طَعام الأَثِيم، وهو فَعِيل من الإِثم‏.‏ والمَأْثَم‏:‏ الأَثامُ، وجمعه

المَآثِم‏.‏

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ اللّهم إِني أَعوذ بك من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ؛ المَأْثَمُ‏:‏ الأَمرُ

الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع

الاسم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ، يجوز أَن يكون مصدر

أَثِمَ، قال ابن سيده‏:‏ ولم أَسمع به، قال‏:‏ ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب

إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت‏:‏

فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها، وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ

والإِثمُ عند بعضهم‏:‏ الخمر؛ قال الشاعر‏:‏

شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي، كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقولِ

قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم، قال‏:‏ وقال رجل في مجلس أَبي العباس‏:‏

نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا، وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا

أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قال‏:‏ والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ، ويقال‏:‏ هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه، ويقال‏:‏ هو إِناء كان

يشرَب فيه المِلك‏.‏ قال أَبو بكر‏:‏ وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف، ولم يصح فيه ثبت صحيح‏.‏ وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً‏:‏

أَبطأَت؛ وهو معنى قول الأَعشى‏:‏

جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف، إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا

يقال‏:‏ ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات‏.‏ قال ابن بري‏:‏ قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة الذال، قال‏:‏ وحقها أَن تكون مشدّدة، قال‏:‏ ولم تجئ

مخففة إِلا في هذا البيت، قال‏:‏ والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ

يَقْوَيْن على الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ‏.‏

أجم‏:‏ أَجَمَ الطعامَ واللبَّنَ وغيرَهما يَأْجِمُه أَجْماً وأَجِمَهُ‏:‏

كَرِهَه ومَلَّه من المُداومةِ عليه، وقد آجَمَهُ‏.‏ الكسائي وأَبو زيد‏:‏

ذكره سيبويه على فَعِل فقال‏:‏ أَجِمَ يَأْجَم فهو أَجِيمٌ، وسَنِقَ فهو سَنِقٌ‏.‏ الليث‏:‏ أَكلْتُه حتى أَجِمْتُه‏.‏ وفي حديث معاوية‏:‏ قال له عَمْرو بن مسعود، رضي الله عنهما‏:‏ ما تَسْأَلُ عَمَّنْ سُحِلَتْ مَرِيرَتُه‏.‏ وأَجِمَ النساءَ أَي كَرِهَهُنَّ وأَنشد ابن بري لرؤبة فقال‏:‏

جادَتْ بمَطْحونٍ لها لا تَأْجِمُهْ، تَطْبُخُه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ، يَمْسُد أَعْلى لَحْمِه ويَأْدِمُه

يصف إِبلاً جادتْ لها المَراعي باللبَن الذي لا يحتاج إلى الطَّحْن كما يُطْحنُ الحبُّ، وليس اللبَن مما يَحتاج إِلى الطَّحْن بل الضروع

طَبَخَتْه، ويريد بِتَأْدِمُه تخلط بأُدْمٍ، وعَنى بالأُدْم ما فيه من الدَّسَم، يريد أَن اللبَن يَشُدُّ لحمه، ومعنى يأْدمه يشدُّه ويُقَوّيه؛ يقال‏:‏

حَبْل مَأْدُومٌ إِذا أُحكم فَتْلُه، يريد أَن شرْب اللبَن قد شدَّ لحمه

ووثَّقَه؛ وقال الراعي‏:‏

خَمِيص البَطْن قد أَجِمَ الحسارا‏.‏ يكَرِهَه، وتَأَجَّمَ النهارُ تَأَجُّماً‏:‏ اشتدَّ حَرُّه‏.‏

وتَأَجَّمَت النار‏:‏ ذَكَتْ مثال تأَجَّجَتْ، وإِن لها لأَجيماً وأَجيجاً؛ قال عبيد

بن أَيوب العَنْبري‏:‏

ويَوْمٍ كتَنُّورِ الإِماء سَجَرْنَهُ،

حَمَلْنَ عليه الجِذْل حتى تَأَجّما

رَمَيْت بنفْسي في أَجِيج سَمُومِه، وبالعَنْسِ حتى جاش مَنْسِمُها دَما

ويقال منه‏:‏ أَجِّمْ نارك‏.‏ وتأَجَّمَ عليه‏:‏ غَضِب من ذلك‏.‏ وفلان

يَتأَجَّم على فلان‏:‏ يَتَأَطَّمُ إِذا اشتَدَّ غضبهُ عليه وتَلَهَّف‏.‏ وأَجَمَ

الماءُ‏:‏ تَغَيَّرَ

كأَجَِنَ، وزعم يعقوب أَن ميمَها بدَلٌ من النون؛ وأَنشد لعوف بن الخَرِع‏:‏

وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياض تَسوفُهُ، ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما‏.‏

هكذا أَنشده بالميم‏.‏ الأَصمعي‏:‏ ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إِذا كان متغيِّراً، وأَراد ابن الخَرِع آجِناً، وقيل‏:‏ آجِمٌ بمعنى مَأْجومٍ أَي تَأْجِمُه وتَكْرَهه‏.‏

ويقال‏:‏ أَجَمْت الشيء إِذا لم يُوافِقْك فكَرِهته‏.‏

والأُجُمُ‏:‏ حِضْن بَناه أَهلُ

المدينة من حجارة‏.‏ ابن سيده‏:‏ الأُجُمُ الحِصْن، والجمع آجامٌ‏.‏

والأُجْمُ، بسكون الجيم‏:‏ كل بيت مُرَبَّع مُسَطَّح؛ عن يعقوب، وحكى الجوهري عن

يعقوب قال‏:‏ كلُّ بيت مربَّع مُسَطَّح أُجُم؛ قال امرؤ القيس‏:‏

وتَيْماءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ

ولا أُجُماً إِلاّ مَشِيداً بِجَنْدلِ‏.‏

قال‏:‏ وقال الأَصمعي هو يخفَّف ويثقَّل، قال‏:‏ والجمع آجامٌ مثل عُنُق

وأَعْناق‏.‏

والأَجَمُ‏:‏ موضع بالشام قُرْب الفَراديس‏.‏ التهذيب‏:‏ الأَجَمَة مَنْبت

الشجر كالغَيْضة وهي الآجام‏.‏

والأُجُمُ‏:‏ القَصْر بلغة أَهل الحجاز‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حتى تَوارَتْ بآجامِ

المدينة أَي حُصونها، واحدها أُجُم، بضمتين‏.‏

ابن سيده‏.‏ والأَجَمَة الشجر الكثير الملتفُّ، والجمع أُجْمٌ وأُجُمٌ

وأُجَمٌ وآجامٌ وإِجامٌ، قال‏:‏ وقد يجوز أَن تكون الآجام والإِجامُ جمع

أَجَمٍ، ونص اللحياني على أَن آجاماً جمع أَجَمٍ‏.‏ وتأَجّم الأَسدُ‏:‏ دخَل في أَجَمَتِه؛ قال‏:‏

مَحَلاًّ، كَوعْساءِ القَنافِذِ ضارِباً

به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ

الجوهري‏:‏ الأَجَمَةُ من القَصَب، والجمع أَجَماتٌ وأُجَمٌ وإِجامٌ

وآجامٌ وأُجُمٌ، كما سنذكره‏.‏ في أَكَم إِن شاء الله تعالى‏.‏

أدم‏:‏ الأُدْمةُ‏:‏ القَرابةُ والوَسيلةُ إِلى الشيء‏.‏ يقال‏:‏ فلان أُدْمَتي

إِليك أَي وَسيلَتي‏.‏ ويقال‏:‏ بينهما أُدْمةٌ ومُلْحة أَي خُلْطةٌ، وقيل‏:‏

الأُدْمة الخُلْطة، وقيل‏:‏ المُوافَقةُ‏.‏ والأُدْمُ‏:‏ الأُلْفَةُ والاتِّفاق؛ وأَدَمَ الله بينهم يَأْدِمُ أَدْماً‏.‏ ويقال‏:‏ آدَم بينهما يُؤْدِمُ

إِيداماً أَيضاً، فَعَل وأَفْعَل بمعنى؛ وأَنشد‏:‏

والبِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إِلاَّ مُؤْدَما

أَي لا يُحْبِبْنَ إِلاَّ مُحَبَّباً موضِعاً‏.‏ وأَدَمَ‏:‏ لأَمَ وأَصْلَح

وأَلَّفَّ ووفَّق وكذلك آدم يُؤْدِمُ، بالمدّ، وكل موافق إِدامٌ؛ قالت

غاية الدُّبَيْرِيَّة‏:‏

كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما

وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه قال للمغيرة بن شُعبة

وخَطَبَ امرأَة لو نَظَرْت إِليها فإِنه أَحْرى أَن يُؤْدَمَ بينكما؛ قال الكسائي‏:‏ يُؤدَم بينكما يعني أَن تكون بينهما المحبَّة والاتِّفاق؛ قال أَبو عبيد‏:‏ لا أَرى الأَصل فيه إِلا من أَدْمِ الطعام لأَن صَلاحَه وطِيبه إِنما يكون بالإِدامِ، ولذلك يقال طعام مَأْدُومٌ‏.‏

قال ابن الأَعرابي‏:‏ وإِدامُ اسم امرأَة من ذلك؛ وأَنشد‏:‏

أَلا ظَعَنَتْ لِطِيَّتِها إِدامُ، وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زِمامُ‏.‏

وأَدَمَهُ بأَهْلهِ أَدْماً‏:‏ خَلَطه‏.‏ وفلان أَدْمُ أَهْلِه وأَدْمَتُهم

أَي أُسْوَتُهم، وبه يُعْرَفون‏.‏ وأَدَمَهم يَأْدُمُهم أَدْماً‏:‏ كان لهم

أَدَمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ التهذيب‏:‏ فلان أَدَمَةُ بني فلان، وقد

أَدَمَهم يَأْدُمُهم وهو الذي عَرّفهم الناس‏.‏ الجوهري‏:‏ يقال جعلتُ فلاناً

أَدَمَةَ أَهلي أَي أُسْوَتَهُم‏.‏ والإِدامُ‏:‏ معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز‏.‏

وفي الحديث‏:‏ نِعْمَ الإِدام الخَلُّ؛ الإِدام، بالكسر، والأُدْمُ، بالضم‏:‏ ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سَيِّدُ إِدامِِ أَهْل

الدُّنيا والآخرة اللحمُ؛ جعل اللحم أُدْماً وبعض الفقهاء لا يجعله أُدْماً

ويقول‏:‏ لو حَلَفَ أَن لا يَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم يحنَث، والجمع آدِمةٌ وجمع الأُدْمِ آدامٌ، وقد ائتَدَمَ به‏.‏ وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه، بالكسر، أَدْماً‏:‏ خلطه بالأُدْم، وقال غيره‏:‏ أَدَمَ الخبزَ باللحم؛ وأَنشد

ابن بري‏:‏

إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ، فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ

وقال آخر‏:‏

تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ

قال‏:‏ وشاهد الإِدامِ قولُ الشاعر‏:‏

الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي‏:‏

الماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ

وفي حديث أُمّ مَعْبَد‏:‏ أَنا رأَيت الشاةَ وإِنها لَتأْدُمُها وتَأْدُم

صِرْمَتها‏.‏ وفي حديث أَنس‏:‏ وعَصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها

فأَدَمَتْه أَي خَلَطته وجعلت فيه إِداماً يؤْكل، يقال فيه بالمَدّ

والقَصْر، وروي بتشديد الدال على التكثير‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه مَرَّ بقوم فقال‏:‏

إِنَّكم تَأْتَدِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حتى تكونوا شامَةً في الناس، أَي إِنَّ لكم من الغِنى ما يُصْلِحكم كالإِدامِ الذي يُصلِح

الخُبز، فإِذا أَصلَحتم حالكم كنْتُم في الناس كالشَّامة في الجسَد تَظْهرون

للناظِرين؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا جاء في بعض كتب الغريب مَرْوِيّاً

مَشْروحاً، والمعروف في الرواية‏:‏ إِنكم قادِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا

رِحالَكم، قال‏:‏ والظاهر، والله أَعلم، أَنه سَهْوٌ‏.‏ وفي حديث خديجة، رضوان الله عليها‏:‏ فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم‏.‏ وقول

امرأَة دُرَيد بن الصِّمَّة حين طلَّقها‏:‏ أَبا فلان، أَتُطَلِّقُني‏؟‏ فوالله لقد أَبْثَثْتَك مَكْتُومي، وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي، وجئتُك باهِلاً غير

ذات صِرارٍ؛ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن، وأَرادت أَنها لم تَمْنَع منه شيئاً كالناقة الباهِلة التي لم تُصَرَّ ويأْخُذ لبنَها من شاء‏.‏

وأَدَمَ القومَ‏:‏ أَدَمَ لهم خُبْزَهم؛ أَنشد يعقوب في صفة كلاب الصيد‏:‏

فهي تُباري كلَّ سارٍ سَوْهَقِ، وتُؤْدِمُ القوم إِذا لم تُغْبقِ‏.‏

وقولهم‏:‏ سَمْنُهم في أَديمهم، يعني طَعامَهم المَأْدُوم أَي خُبزهم راجع

فيهم‏.‏ التهذيب‏:‏ من أَمثالهم‏:‏ سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم أَي في مَأْدُومِكم، ويقال‏:‏ في سِقائكم‏.‏

والأَدِيمُ‏:‏ الجِلْد ما كان، وقيل‏:‏ الأَحْمَر، وقيل‏:‏ هو المَدْبوغُ، وقيل‏:‏ هو بعد الأَفيق، وذلك إِذا تَمَّ واحْمَرَّ، واستعاره بعضهم للحرب

فقال أَنشده بعضهم للحرث بن وَعْلة‏:‏

وإِيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها

صحيحٌ، وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ

إِنما أَراد لا أَدِيمَ لها، وأَراد على ذَوات السُّقْم، والجمع آدِمَةٌ

وأُدُمٌ، بضمتين؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن من قال رُسْل

فسكَّنَ قال أُدْمٌ، هذا مطرد، والأَدَمُ، بنصب الدال‏:‏ اسم للجمع عند

سيبويه مثل أَفِيقٍ وأَفَقٍ‏.‏ والآدامُ‏:‏ جمع أَدِيمٍ كَيَتيمٍ وأَيْتام، وإن كان هذا في الصفة أَكثر، قال‏:‏ وقد يجوز أَن يكون جمع أَدَمٍ؛ أَنشد

ثعلب‏:‏ إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها

حَمْراءَ من مكَّة، أَو حَرَامِها، أَو بعض ما يُبْتاع من آدامِها

والأَدَمَةُ‏:‏ باطنُ الجلْد الذي يَلي اللحم والبَشَرةُ ظاهرها، وقيل‏:‏

ظاهرهُ الذي عليه الشعَر وباطنه البَشَرة؛ قال ابن سيده‏:‏ وقد يجوز أَن يكون

الأَدَم جمعاً لهذا بل هو القياس، إِلاَّ أَن سيبويه جعله اسماً للجمع

ونَظَّره وأَفَيقٍ، وهو الأَدِيمُ أَيضاً‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال للجلد إِهابٌ، والجمع أُهُبٌ وأَهَبٌ، مؤنثة، فأَما الأَدَمُ والأَفَقُ فمذكَّران إِلاّ

أَن يقْصد قَصْد الجلودِ والآدِمَة فتقول‏:‏ هي الأَدَمُ والأَفَقُ‏.‏ ويقال‏:‏

أَدِيمٌ وآدِمَةٌ في الجمع الأَقلّ، على أَفعِلة‏.‏ يقال‏:‏ ثلاثة آدِمةٌ

وأَربعة آدِمةٍ‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ قال لرجل ما مالُكَ‏؟‏ فقال‏:‏

أَقْرُنٌ وآدِمةٌ في المَنِيئةِ؛ الآدِمةُ، بالمدّ‏:‏ جمع أَديم مثل رَغِيف

وأَرْغِفة، قال‏:‏ والمشهور في جمعه أُدَم، والمَنِيئةُ، بالهمز‏:‏ الدِّباغ‏.‏

وآدَمَ الأَدِيمَ‏:‏ أَظهر أَدَمَتَهُ؛ قال العجاج‏:‏ ‏:‏

في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ

وأَدِيمُ كل شيء‏:‏ ظاهِرُ جلْدِه‏.‏ وأَدَمَةُ الأَرض‏:‏ وجهُها؛ قال الجوهري‏:‏ وربما سمي وجْهُ الأَرض أَديماً؛ قال الأَعشى‏:‏

يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِية الـ *** ـعَصْب، ويوماً أَدِيُمها نَغِلا

ورجل مُؤْدَمٌ أَي مَحبْوب‏.‏ ورجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ‏:‏ حاذقٌ مُجَرَّب قد جمع لِيناً وشدَّةً مع المعرفة بالأُمور، وأَصلُه من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَته، فالبَشرةُ ظاهِرةُ، وهو مَنْبتُ

الشعَر‏.‏ والأَدَمةُ‏:‏ باطِنُه، وهو الذي يَلي اللَّحْم، فالذي يراد منه أَنه قد جَمع لينَ الأَدَمةِ وخُشونَة البَشرة وجرَّب الأُمورَ؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ معناه كريم الجلْدِ غلِيظُه جَيِّده؛ وقال الأَصمعي‏:‏ فلان

مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هو جامع يصلُح للشدَّة والرَّخاء، وفي المثل‏:‏ إِنما

يُعاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشرةِ أَي يُعادُ في الدِّباغِ، ومعناه إِنما

يُعاتَب من يُرْجَى وفيه مُسْكةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَع مَن فيه مُراجَعٌ‏.‏

ويقال‏:‏ بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرْته، والأدِيمُ إِذا

نَغِلَتْ بَشَرَته فقد بَطَل‏.‏ ويقال‏:‏ آدَمْتُ الجلد بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ‏.‏

وامرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ‏:‏ إِذا حسن مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها‏.‏

وفي حديث نَجبَة‏:‏ ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة‏.‏ يُقال للرجل الكامل‏:‏ إِنه

لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أَي جمع لينَ الأَدَمِة ونُعُومَتَها، وهي باطن

الجِلْد، وشدَّة البشرة وخُشونَتها، وهي ظاهره‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وقد يقال رجل

مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر

على المؤدَم، قال‏:‏ والأَول أَعرف أَعني تقديم المُؤْدَمِ على المُبْشَر‏.‏

وقيل‏:‏ الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس‏.‏ وأَدَمَةُ الأَرض‏:‏ باطِنُها، وأَدِيُمها، وَجْهُها، وأَدِيمُ الليل‏:‏ ظلمته؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏ قد أَغْتَدِي والليلُ في جَرِيمِه، والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمهِ

وأَدِيمُ النهار‏:‏ بَياضُه‏.‏ حكى ابن الأَعرابي‏:‏ ما رأَيته في أَدِيمِ

نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ، وقيل‏:‏ أَدِيمُ النهار عامَّته‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏

جئتُك اديمَ الضُّحي أَي عند ارتفاع الضُّحى‏.‏ وأَديمُ

السماء‏:‏ ما ظهَر منها‏.‏ وفلان بَرِيءُ الأَدِيمِ مما يُلْطخ به‏.‏

والأُدْمَةُ‏:‏ السُّمرةُ‏.‏ والآدَمُ من الناس‏:‏ الأَسْمَرُ‏.‏ ابن سيده‏:‏

الأُدْمةُ في الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بياضاً، وقيل‏:‏ هو البياضُ

الواضِحُ، وقيل‏:‏ في الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بياضاً وفي الإِنسان

السُّمرة‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الأُدْمةُ البياضُ، وقد أَدِمَ وأَدُمَ، فهو آدمُ، والجمع أُدْمٌ، كسَّروه على فُعْل كما كسَّروا فَعُولاً على فُعُل، نحو

صَبور وصُبُرٍ، لأَن أَفْعَل من الثلاثة‏.‏ وفيه كما أَن فَعُولاً فيه زيادة وعدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول، إِلاَّ أَنهم لا يثقِّلون العين في جمع أَفْعَل إِلاَّ أَن يُضطَرَّ

شاعر، وقد قالوا في جمعه أُدْمانٌ، والأُنثى أَدْماءُ وجمعها أُدْمٌ، ولا

يجمع على فُعْلان؛ وقول ذي الرمة‏:‏

والجِيدُ، من أُدْمانَةٍ، عَتُودُ

عِيبَ عليه فقيل‏:‏ إِنما يقال هي أَدْماءُ، والأُدْمان جمع كأَحْمَر

وحُمْران، وأَنت لا تقول حُمْرانة ولا صُفْرانة، وكان أَبو عليّ يقول‏:‏ بُنَيَ

من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة‏.‏ والعرب تقول‏:‏ قُرَيْش الإِبلِ

أُدْمُها وصُهْبَتُها، يذهبون في ذلك إِلى تفضيلها على سائر الإِبلِ، وقد

أَوضحوا ذلك بقولهم‏:‏ خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فجعلوهما خيرَ أَنواع

الإِبل، كما أَنّ قُرَيْشاً خيرُ الناس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه لمَّا خرج من مكة قال له رجل‏:‏ إِن كنتَ تُريد النساء البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ

فعَلَيْكَ بَبَنِي مُدْلِجٍ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر‏.‏

والأُدْمة في الإِبل‏:‏ البياض مع سواد المُقْلَتَيْن، قال‏:‏ وهي في الناس

السُّمرة الشديدة، وقيل‏:‏ هو من أُدْمة الأَرض، وهو لَوْنُها، قال‏:‏ وبه سمي

آدم أَبو البَشَر، على نبينا وعليه الصلاة والسلام‏.‏

الليث‏:‏ والأُدْمةُ في الناس شُرْبةٌ من سَواد، وفي الإِبِل والظِّباء

بَياض‏.‏ يقال‏:‏ ظَبْيَة أَدْماء، قال‏:‏ ولم أَسمع أَحداً يقول للذُّكور من الظِّباء أُدْمٌ، قال‏:‏ وإن قيل كان قياساً‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ الآدَمُ من الإِبل الأَبْيض، فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب، فإِن خالَطَتِ الحُمْرة

صَفاءً فهو مُدَمّىً‏.‏ قال‏:‏ والأُدْمُ من الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ

فيهنَّ غُبْرة، فإِن كانت خالصة البَياض فهي الآرامُ‏.‏ وروى الأَزهري بسنده

عن أَحمد بن عبيد بن ناصح قال‏:‏ كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بن أُخت

الوزير فقال لنا يوماً، وكان ابنُ السكيت حاضراً‏:‏ ما تَقولُْ في الأُدْمِ من الظِّباء‏؟‏ فقال‏:‏ هي البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بين

لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان، قال‏:‏ فالتفت إِليَّ وقال‏:‏ ما تقول يا أَبا جعفر‏؟‏ فقلت‏؟‏ الأُدْمُ على ضَرْبين‏:‏ أَما التي مَساكنها

الجِبال في بِلاد قَيسْ فهي على ما وَصَف، وأَما التي مَساكنها الرمْل في بلاد تَميم فهي الخَوالِص البَياض، فأَنكر يعقوب واستأْذن ابنُ الأَعرابي

على تَفِيئَةِ ذلك فقال أَبو أَيوب‏:‏ قد جاءكم مَن يفصِل بينكم، فدَخَل، فقال له أَبو أَيوب‏:‏ يا أَبا عبد الله، ما تقول في الأُدْم من الظِّباء‏؟‏

فتكلَّم كأَنما يَنْطِق عن لسان ابن السكِّيت، فقلت‏:‏ يا أَبا عبد الله، ما تقول في ذي الرمة‏؟‏ قال‏:‏ شاعر، قلت‏:‏ ما تقول في قصيدته صَيْدَح

‏؟‏ قال‏:‏

هو بها أَعرف منها به، فأَنشدته‏:‏

من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ حُرَّةٌ، شُعاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّح

فسكت ابن الأَعرابي وقال‏:‏ هي العرب تقول ما شاءت‏.‏ ابن سيده‏:‏ الأُدْمُ من الظِّباء

ظِباء بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فيها غُبْرة، زاد غيره‏:‏ وتسكُن الجِبال، قال‏:‏ وهي على أَلْوان الجبال؛ يقال‏:‏ ظَبْية أَدْماء؛ قال‏:‏ وقد جاء في شعر ذي

الرمة أُدْمانة؛ قال‏:‏

أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً‏:‏

أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّيها الأَجالِيدُ

قال ابن بري‏:‏ الأَجاليد جمع أَجْلاد، وأَجْلاد جمع جَلَد، وهو ما صَلُب

من الأَرض، وأَنكر الأَصمعي أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مثل حُمْران

وسُودان ولا تدخله الهاء، وقال غيره‏:‏ أُدْمانةٌ وأُدْمان مثل خُمْصانة

وخُمْصان، فجعله مُفرداً لا جمعاً، قال‏:‏ فعلى هذا يصح قوله‏.‏ الجوهري‏:‏

والأُدْمة في الإِبِلِ البياض الشديد‏.‏ يقال‏:‏ بعير آدَم وناقة أَدْماء، والجمع أُدْمٌ؛ قال الأَخْطل في كَعْب بن جُعَيْل‏:‏

فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٌ

من الأُدْمِ، دَبْرَت صَفْحَتاه وغارِبه ويقال‏:‏ هو الأَبيضُ الأَسودُ المُقْلَتَيْن‏.‏

واختُلف في اشتِقاق اسم آدَم فقال بعضهم‏:‏ سُمِّيَ آدَم لأَنه خُلِق من أَدَمةِ الأَرض، وقال بعضهم‏:‏ لأُدْمةٍ جعلَها الله تعالى فيه، وقال الجوهري‏:‏ آدَمُ أَصله بهمزتين لأَنه أَفْعَل، إِلا أَنهم لَيَّنُوا الثانية، فإِذا احتَجْت إِلى تحريكها جعلتها واواً وقلت أَوادِم في الجمع، لأَنه ليس

لها أَصل في الياء معروف، فَجُعِلَ الغالبُ

عليها الواو؛ عن الأَخفش؛ قال ابن بري‏:‏ كل أَلِفق مجهولة لا يُعْرَف

عَمَّاذا انْقِلابُها، وكانت عن همزة بعد همزة يدعو أَمْرٌ إِلى تحريكها، فإِنها تبدَل واواً حملاً على ضَوارب وضُوَيْرب، فهذا حكمُها في كلام العرب

إِلا أَن تكون طَرفاً رابعةً فحينئذ تبدل ياءً؛ وقال الزجاج‏:‏ يقول أَهلُ اللغة

إِنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب، وكذلك الأُدْمةُ إِنَّما هي مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب؛ وقوله‏:‏

سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا في آدَمٍ، بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا

جعل آدمَ اسْماً للقَبيلة لأَنه قال بَلَغوا بها، فأَنّث وجمَع وصرف آدم

ضرورة؛ وقوله‏:‏

الناسُ أَخْيافٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ، وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ

قيل‏:‏ أَراد آدَم، وقيل‏:‏ أَراد الأَرض؛ قال الأَخفش‏:‏ لو جعلت في الشعر

آدَم مع هاشم لجَاز؛ قال ابن جني‏:‏ وهذا هو الوجه القويُّ لأَنه لا يحقِّق

أَحدٌ همزةَ آدَم، ولو كان تحقيقُها حَسَناً لكان التحقيقُ حَقيقاً بأن يُسْمَع فيها، وإِذا كان بَدلاً البتَّة وجَب أَن يُجْرى على ما أَجْرَتْه

عليه العرب من مُراعاة لفظِه وتنزيل هذه الهمزة الأَخيرة منزلةَ الأَلفِ

الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمزة نحو عالم وصابر، أَلا تَرهم لما

كسّروا قالوا آدَم وأَوادِم كسالِم وسَوالِم‏؟‏

والأَدَمانُ في النَّخْل‏:‏ كالدَّمانِ وهو العَفَن، وسيأْتي ذكره؛‏:‏ وقيل‏:‏

الأَدَمانُ عَفَن وسَوادٌ في قلْب النَّخْلة وهو وَدِيُّه؛ عن كُراع، ولم يقل أَحَد في القَلْب إِنه الوَدِيُّ إِلاَّ هو‏.‏ والأَدَمان‏:‏ شجرة؛ حكاها أَبو حنيفة، قال‏:‏ ولم أَسمعها إِلا من شُبَيْل بن عزرة‏.‏

والإِيدامةُ‏:‏ الأَرضُ

الصُّلْبة من غير حجارة مأْخوذة من أَديم الأَرض وهو وَجْهُها‏.‏ الجوهري‏:‏

الأَياديمُ مُتون الأَرض لا واحد لها؛ قال ابن بري‏:‏ والمشهور عند أهل

اللغة أَن واحدتها إِيدامة، وهي فيعالة من أَدِيم الأَرض؛ وكذا قال الشيباني واحدتها إِيدامةٌ في قول الشاعر‏:‏

كما رَجَا من لُعابِ الشمْسِ، إِذَ وقَدَتْ، عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَيادِيمِ

الأَصمعي‏:‏ الإِيدامةُ

أَرض مُسْتَوِية صُلْبة ليست بالغَليظة، وجمعها الأَياديمُ، قال‏:‏

أُخِذَتِ الإِيدامةُ من الأَديمِ؛ قال ذو الرمَّة‏:‏

كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ محوبة

عنها الجِلالُ، إِذا ابْيَضَّ الأَياديمُ‏.‏

وابْيِضاضُ الأَياديمِ للسَّراب‏:‏ يعني الإِبل التي أُهْدِيَتْ إِلى مكة

جُلِّلَتْ بالجِلال‏.‏ وقال‏:‏ الإِيدامةُ الصُّلْبة من غير حجارة‏.‏ ابن شميل‏:‏

الإِيدامةُ من الأَرض السَّنَد الذي ليس بشديد الإشْراف، ولا يكون إِلا

في سُهول الأَرض، وهي تنبت ولكن في نَبْتِها زُمَرٌ، لِغِلَظِ مكانها

وقِلَّة اسْتقْرار الماء فيها‏.‏

وأُدمى، على فُعَلى، والأُدَمى‏:‏ موضع، وقيل‏:‏ الأُدَمى أَرض بظهر

اليمامة‏.‏ وأَدام‏:‏ بلد؛ قال صخر الغيّ‏:‏

لقد أَجْرى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ، وساقَتْه المَنِيَّةُ من أداما

وأُدَيْمَةُ‏:‏ موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة‏:‏

كأَن بَني عَمْرو يُرادُ، بدارهم

بِنَعْمانَ، راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزبُ

يقول‏:‏ كأَنهم من امتناعِهم على مَن أَرادهم في جَبَل، وإِن كانوا في السَّهْل‏.‏

أرم‏:‏ أَرَمَ ما على المائدة يَأْرِمهُ‏:‏ أَكله؛ عن ثعلب‏.‏ وأَرَمَتِ

الإِبِلُ تَأْرِمُ أَرْماً‏:‏ أَكَلَتْ‏.‏ وأَرَمَ على الشيء يَأْرِمُ، بالكسر، أَي عَضَّ عليه‏.‏ وأَرَمَه أَيضاً‏:‏ أَكَلَه؛ قال الكميت‏:‏

ويَأْرِمُ كلَّ نابِتَةٍ رِعاءً، وحُشَّاشاً لهنَّ وحاطِبينا

أَي من كثرتها؛ قال ابن بري‏:‏ صوابه ونأْرِم، بالنون، لأَن قبله‏:‏

تَضِيقُ بنا الفِجاجُ، وهُنَّ فِيجٌ، ونَجْهَرُ ماءَها السَّدِمَ الدَّفِينا

ومنه سنَةٌ آرِمةٌ أَي مُسْتأْصِلة‏.‏ ويقال‏:‏ أَرَمَتِ السنَةُ بأَموالنا

أَي أَكَلت كل شيء‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ أَرَمَتِ السائمة المَرْعَى

تَأْرِمُه أَتَتْ عليه حتى لم تَدَعْ منه شيئاً‏.‏

وما فيه إِرْمٌ وأَرْمٌ أَي ضِرس‏.‏ والأُرَّمُ‏:‏ الأَضراس؛ قال الجوهري‏:‏

كأَنه جمع آرِمٍ‏.‏ ويقال‏:‏ فلان يَحْرُقُ عليك الأُرَّم إِذا تغَيَّظ فَحكَّ

أَضْراسه بعضها ببعض، وقيل‏:‏ الأُرّمُ أَطراف الأَصابع‏.‏ ابن سيده‏:‏ وقالوا

هو يَعْلُك عليه الأُرَّم أَي يَصْرِف بأَنيابه عليه حَنَقاً؛ قال‏:‏

أُنْبِئْتُ أَحْمَاءَ سُلَيْمَى إِنَّما

أَضْحَوا غِضاباً، يَحْرُقُونَ الأُرَّما

أَنْ قُلْت‏:‏ أَسْقَى الحَرَّتَيْنِ الدِّيمَا

قال ابن بري‏:‏ لا يصحُّ فتح أَنَّما إِلاّ على أَن تجعل أَحْماء مفعولاً

ثانياً بإِسقاط حرف الجر، تقديره نُبّئتُ عن أَحْماء سُلَيمْى أَنَّهم

فَعلوا ذلك، فإِن جعلت أَحْماء مفعولاً ثانياً من غير إِسقاط حرف الجر كسرت

إِنَّما لا غير لأَنها المفعولُ الثالثُ، وقال أَبو رياش‏:‏ الأُرَّمُ

الأَنيابُ؛ وأَنشد لعامر بن شقيق الضبيّ‏:‏

بِذِي فِرْقَيْنِ يَوْمَ بَنُو حَبيبٍ، نُيُوبَهم علينا يَحْرُقُونَا

قال ابن بري‏:‏ كذا ذكره الجوهري في فصل حَرَق فقال‏:‏ حَرَقَ نابه يَحْرُقه ويَحْرِقُه إِذا سَحَقَه حتى يسمع له صَرِيف‏.‏ الجوهري‏:‏ ويقال الأُرَّم

الحِجارة؛ قال النضر بن شميل‏:‏ سأَلت نوحَ بن جرير بن الخَطَفَى عن قول

الشاعر‏:‏

يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الأُرَّمَا

قال‏:‏ الحَصَى‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ويقال الأُرَّم الأَنياب هنا لقولهم يَحْرُق

عَليَّ الأُرَّمَ، من قولهم حَرَقَ نابُ البعير إِذا صوَّت‏.‏

والأَرْمُ‏:‏ القطع‏.‏ وأَرَمَتْهم السنَةُ أَرْماً‏:‏ قطعتهم‏.‏ وأَرَمَ الرجلَ

يَأْْرِمهُ أَرْماً‏:‏ ليَّنَه؛ عن كُراع‏.‏ وأَرْض أَرْماءُ ومَأْرُومَةٌ‏:‏

لم يُتْرَك فيها أَصل ولا فَرْعٌ‏.‏

والأَرُومةُ‏:‏ الأَصْل‏.‏ وفي حديث عُمير بن أَفْصى‏:‏ أَنا من العرب في أَرُومة بِنائها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ الأَرُومةُ بوزن الأَكولة الأَصْل‏.‏

وفيه كيف تَبْلُغك صَلاتُنا وقد أَرِمْتَ أَي بَلِيت؛ أَرِمَ المالُ

إِذا فَنِيَ‏.‏ وأَرض أَرِمةٌ‏:‏ لا تنبت شيئاً، وقيل‏:‏ إِنما هو أُرِمْتَ من الأَرْمِ الأَكل، ومنه قيل للأَسْنان الأُرَّم؛ وقال الخطابي‏:‏ أَصله

أَرْمَمْت أَي بَلِيت وصرت رَمِيماً، فحذف إِحدى الميمين كقولهم ظَلْت في ظَلِلْت؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وكثيراً ما تروى هذه اللفظة بتشديد الميم، وهي لغة ناسٍ من بكر بن وائل، وسنذكره في رمم‏.‏

والإِرَمُ‏:‏ حِجارة تنصب عَلَماً في المَفازة، والجمع آرامٌ وأُرُومٌ مثل

ضِلَع وأَضْلاع وضُلوع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ما يوجَد في آرامِ الجاهليَّة

وخِرَبها فيه الخُمْس؛ الآرام‏:‏ الأَعْلام، وهي حجارة تُجْمَع وتنصَب في المَفازة يُهْتَدَى بها، واحدها إِرَم كعِنَب‏.‏ قال‏:‏ وكان من عادة الجاهلية

أَنهم إِذا وجدوا شيئاً في طريقهم ولا يمكنهم اسْتِصْحابُه تركوا عليه حجارةً

يعرفُونه بها، حتى إِذا عادوا أَخذوه‏.‏ وفي حديث سلمة بن الأَكْوَع‏:‏ لا

يطرحون شيئاً إِلاَّ جَعَلْت عليه آراماً‏.‏ ابن سيده‏:‏ الإِرَمُ والأَرِمُ

الحجارة، والآرامُ الأَعْلام، وخص بعضهم به أَعْلام عادٍ، واحدُها إِرَمٌ

وأَرِمٌ وأَيْرَمِيٌّ؛ وقال اللحياني‏:‏ أَرَمِيّ ويَرَمِيّ وإِرَمِيّ‏.‏

والأُرومُ أَيضاً‏:‏ الأَعْلام، وقيل‏:‏ هي قُبُور عادٍ؛ وعَمَّ به أَبو عبيد في تفسير قول ذي الرمة‏:‏

وساحِرة العُيون من المَوامي، تَرَقَّصُ في نَواشِرِها الأُرُومُ

فقال‏:‏ هي الأَعْلام؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

حتى تَعالى النِّيُّ في آرامها

قال‏:‏ يعني في أَسْنِمَتِها؛ قال ابن سيده‏:‏ فلا أَدْري إِن كانت الآرام

في الأَصل الأَسْمة، أو شبَّهها بالآرام التي هي الأَعْلام لعِظَمِها

وطُولها‏.‏

وإِرَمٌ‏:‏ والِدُ عادٍ الأُولَى، ومن ترَك صرف إِرَمٍ جعله اسماً

للقبيلة، وقيل‏:‏ إِرَمُ عادٌ الأَخيرة، وقيل‏:‏ إرَم لبَلْدَتِهم التي كانوا فيها‏.‏

وفي التنزيل‏:‏ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ العِمادِ، وقل فيها أَيضاً أَرامٌ‏.‏ قال الجوهري في قوله عز وجل‏:‏ إِرَمَ ذاتِ العِمادِ، قال‏:‏ من لم يُضِف جعل

إِرَم اسمَه ولم يَصْرِفه لأَنه جعل عاداً اسم أَبيهم، ومن قرأَة بالإِضافة

ولم يَصْرف جعله اسم أُمّهم أَو اسم بَلدةٍ‏.‏ وفي الحديث ذكر إِرَمَ ذاتِ

العِماد، وقد اختلف فيها فقيل دِمَشق، وقيل غيرها‏.‏

والأَرُوم، بفتح الهمزة‏:‏ أَصْل الشجرة والقَرْن؛ قال صخر الغيّ يهجو

رجلاً‏:‏

تَيْسَ تُيُوسٍ، إِذا يُناطِحُها

يَأْلَمُ قَرْناً، أَرُومه نَقِدُ

قوله‏:‏ يَأْلَمُ قَرْناً أَي يَأْلَمُ قَرْنَه، وقد جاء على هذا حروف

منها قولهم‏:‏ يَيْجَع ظَهراً، ويَشْتكي عيناً أَي يَشْتَكي عَينَه، ونصب

تَيْسَ على الذَّمِّ؛ وأَنشد ابن بري لأَبي جندب الهذلي‏:‏

أَولئك ناصري وهُمُ أُرُومِي، وبَعْضُ القوم ليس بذِي أُرُومِ

وقولهم‏:‏ جارية مَأْرُومَةٌ حسَنة الأَرْمِ إِذا كانت مَجْدُولة الخَلْق‏.‏

وإِرَمٌ‏:‏ اسم جبل؛ قال مُرَقِّش الأَكْبَرُ‏:‏

فاذْهَبْ فِدىً لك ابن عَمّك لائحا‏.‏‏.‏‏.‏ الأَشيبة وإِرَمْ

والأُرُومةُ والأَرُومة، الأَخيرة تميمة‏:‏ الأَصلُ، والجمع أُرُومٌ؛ قال زهير‏:‏

لَهُم في الذّاهِبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ، وكان لِكُلِّ ذي حَسَب أُرُومُ

والأَرامُ‏:‏ مُلْتقى قَبائِلِ

الرأْس‏.‏ ورَأْس مُؤَرَّمٌ‏:‏ ضخْم القَبائل‏.‏ وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمةٌ

واسِعَةُ الأَعْلى‏.‏ وما بالدَّارِ أَرِمٌ وأَرِيمٌ وإِرَميٌّ وأَيْرَميّ

وإِيْرَمِيّ؛ عن ثعلب وأَبي عبيد، أَي ما بها أَحَدٌ، لا يستعمل إِلا في الجَحْد؛ قال زهير‏:‏

دارٌ لأَسْماء بالغَمْرَيْنِ ماثِلةٌ، كالوَحْيِ ليس بها من أَهْلِها أَرِمُ

ومثله قول الآخر‏:‏

تلك القُرونُ وَرِثْنا الأَرضَ بَعْدَهُمُ، فما يُحَسُّ عليها منهمُ أَرِمُ

قال ابن بري‏:‏ كان ابن دَرَسْتَوَيْه يُخالف أَهل اللغة فيقول‏:‏ ما بها

آرِم، على فاعل، قال‏:‏ وهو الذي يَنْصِب الأَرَمَ وهو العَلَم، أَي ما بها

ناصِبُ عَلَم، قال‏:‏ والمشهور عند أَهل اللغة ما بها أَرِمٌ، على وزن

حَذِرٍ، وبيتُ زهير وغيره يشهد بصحة قولهم، قال‏:‏ وعلى أَنه أَيضاً حكى

القَزَّاز وغيره آرِم، قال‏:‏ ويقال ما بها أَرَمٌ أَيضاً أَي ما بها

علَم‏.‏ أَرَمَ الرجلَ يَأْرِمُه أَرْماً‏:‏ لَيَّنه‏.‏ وأَرَمْتُ الحَبْل آرِمُه

أَرْماً إِذا فَتَلْتَه فَتْلاً شديداً‏.‏ وأَرَمَ الشيءَ يَأْرِمُه

أَرْماً‏:‏ شدَّه؛ قال رؤبة‏:‏

يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ

ويروى بالزاي، وقد ذكر في أَجم‏.‏

وآرام‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

مِن ذاتِ آرامٍ فجَنبَي أَلعسا‏.‏

وفي الحديث ذِكْر إِرَمٍ، بكسر الهمزة وفتح الراء الخفيفة، وهو موضع من ديار جُذام، أَقْطَعَه سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني جِعال

بن رَبيعة‏.‏

أزم‏:‏ الأَزْمُ‏:‏ شدَّةُ العَضِّ بالفَمِ كلِّه، وقيل بالأَنْياب، والأَنْيابُ

هي الأَوازِمُ، وقيل‏:‏ هو أَنَ يَعَضَّه ثم يكرِّر عليه ولا يُرْسِله، وقيل‏:‏ هو أَن يَقْبِض عليه بفيه، أَزَمه، وأَزَمَ عليه يَأْزِمُ أَزْماً

وأُزُوماً، فهو آزِمٌ وأَزُومٌ، وأَزَمْت يَد الرجُل آزِمُها أَزْماً، وهي أَشدُّ العَضِّ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ قال عيسى بن عمر كانت لنا بَطَّة

تَأْزِمُ أَي تَعَضُّ، ومنه قيل للسَّنة أَزْمَةٌ وأَزُومٌ وأَزامِ، بكسر الميم‏.‏

وأَزَمَ الفرسُ على فأْسِ اللِّجام‏:‏ قَبض؛ ومنه حديث الصدّيق‏:‏ نَظَرْت

يوم أُحُدٍ إِلى حَلَقة دِرْع قد نَشِبَت في جَبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانْكَبَبْت لأَنْزِعَها، فأَقْسَم عليَّ أَبو عبيدة فأَزَمَ

بها بثَنيَّتيه فجَذبها جَذْباً رَفيقاً أَي عَضَّها وأَمْسكها بين

ثَنِيَّتَيْه؛ ومنه حديث الكَنْز والشجاع الأَقْرع‏:‏ فإِذا أَخذه أَزَم في يده

أَي عَضَّها‏.‏ والأَزْمُ‏:‏ القطعُ بالناب والسِّكِّين وغيرهما‏.‏ والأَوَازمُ

والأُزَّمُ والأُزُمُ‏:‏ الأَنْياب، فواحدة الأَوزامِ آزِمةٌ، وواحدة

الأُزَّمِ آزِمٌ، وواحدة الأُزُمِ أَزُومٌ‏.‏ والأَزْمُ‏:‏ الجَدْبُ والمَحْل‏.‏

ابن سيده‏:‏ الأَزْمة الشدّة والقَحْط، وجمعها إِزَمٌ كبَدْرةٍ وبِدَر، وأَزْمٌ كتَمْرةٍ وتَمْر؛ قال أَبو خِراش‏:‏

جَزى اللهُ خيراً خالِداً من مُكافِئٍ، على كلِّ حالٍ من رَخاء ومن أَزْمِ

وقد يكون مصدراً لأَزَم إِذا عضَّ، وهي الوَزْمة أَيضاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏

اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي، قال‏:‏ الأَزْمَة السَّنة المُجْدِبة‏.‏ يقال‏:‏

إِن الشدَّة إِذا تَتابَعت انفرجت وإِذا تَوالَتْ تَوَلَّت‏.‏ وفي حديث

مجاهد‏:‏ أَن قُرَيْشاً أَصابَتْهم أَزْمةٌ شديدةٌ وكان أَبو طالب ذا عيالٍ‏.‏

والأَوزامُ‏:‏ السِّنُون الشدائد كالبَوازِم‏.‏ وأَزَمَ عليهم العامُ والدهرُ

يَأْزِمُ أَزْماً وأُزُوماً‏:‏ اشتدّ قَحْطُه، وقيل‏:‏ اشتدَّ وقَلَّ خَيرُه؛ وسنة أَزْمَةٌ وأَزِمَةٌ وأَزُومٌ وآزِمةٌ؛ قال زهير‏:‏

إِذا أَزَمَتْ بهم سَنةٌ أَزُوم

ويقال‏:‏ قد أَزَمت أَزامِ؛ قال‏:‏

أَهان لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزامِ

قال ابن بري‏:‏ وأَنشد أَبو علي هذا البيت‏:‏

أَهانَ لها الطعامَ فَأَنْفَذَتْهُ، غَداةَ الرَّوْعِ، إِذ أَزَمَتْ أَزُومُ

ويقال‏:‏ نزلتْ بهم أَزامِ وأَزُومٌ أَي شدَّة‏.‏

والمُتَأَزِّمُ‏:‏ المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزمان؛ أَنشد عبد الرحمن عن عمه

الأَصمعي في رجل خطَب إِليه ابنَته فردَّ الخاطب‏:‏

قالوا‏:‏ تَعَزَّ فَلَسْتَ نائِلَها، حتى تَمَرَّ حَلاوَةُ التَّمْرِ

لَسْنا من المُتأَزِّمينَ، إِذا

فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ

أَي لَسْنا نُزَوِّجك هذه المرأَة حتى تَعود حَلاوةُ التَّمْر مَرارةً، وذلك ما لا يكون‏.‏ والمُتَأَزِّمُ‏:‏ المُتَأَلِّم لأَزْمةِ الزَّمان

وشدَّتِه، واللَّمُوسُ‏:‏ الذي في نَسَبه ضَعَةٌ، أَي أَن الضعيفَ النسَب يفْرَح

بالسَّنة المُجْدبة ليُرْغَب إِليه في ماله فيَنْكِحَ أَشْراف نِسائهم

لحاجَتهم إلى ماله‏.‏

وأَزَمَتْهم السنةُ أَزْماً‏:‏ استأْصَلَتهم، وقال شمر‏:‏ إِنما هو أَرَمَتْهم، بالراء،قال‏:‏ وكذلك قال أَبو الهيثم‏.‏ ويقال‏:‏ أَصابتنا أَزْمة وآزمةٌ

أَي شدّة؛ عن يعقوب‏.‏ وأَزَمَ على الشيء يَأْزِمُ أُزُوماً‏:‏ واظَب عليه

ولَزِمَه‏.‏ وأَزَمَ بِضَيْعَته وعليها‏:‏ حافظ‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الأُزُومُ المُحافظة

على الضَّيْعَة‏.‏ وتَأَزَّمَ القومُ إِذا أَطالوا الإِقامة بِدارهم‏.‏

وأَزَمَ بصاحِبه يَأْزِمُ أَزْماً‏:‏ لَزِقَ‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ أَزَمَ الرجلُ بصاحبه إِذا لَزِمَه‏.‏ وأَزَمَه أَيضاً أَي عَضَّه وأَزَمَ عن الشيء‏:‏ أَمسك عنه‏.‏

وأَزَمَ بالمكان أَزْماً‏:‏ لَزِمَه‏.‏ وأَزَمْتُ الحَبْلَ والعِنانَ

والخَيْط وغيرَه آزِمُه أَزْماً‏:‏ أَحكَمْت فَتْله وضَفْرَه، بالراء والزاي

جميعاً، والراء أَعرف، وهو مَأْزُومٌ‏.‏ والأَزْمُ‏:‏ ضرْب من الضَّفْر وهو الفَتْل‏.‏ وأَزَمَ أَزْماً وأَزِمَ أَزَماً، كلاهما‏:‏ تقبَّض‏.‏

والمَأْزِمُ‏:‏ المَضِيق مثل المَأْزِلِ؛ وأَنشد الأَصمعي عن أَبي

مَهْدِيَّة‏:‏

هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما، وعِضَواتٌ تَمْشُق اللَّهازِما

ويروى عَصَوات، وهي جمع عَصاً‏.‏ وتَمْشُق‏:‏ تضرِب‏.‏ والمأْزِم‏:‏ كلُّ طريق

ضيِّق بين جبلين، وموضع الحَرْبِ أَيضاً مَأْزِمٌ، ومنه سمي الموضع الذي

بين المَشْعَر وعَرَفة مَأْزِمَيْن‏.‏ الأَصمعي‏:‏ المَأْزِمُ في سَنَد

مَضِيقٌ بين جَمْعٍ وعَرَفة‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ إِذا كنتَ بين المَأْزِمَيْن

دون مِنىً فإِنَّ هناك سَرْحَة سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏

إِني حَرَّمْت المدينة حَراماً ما بين مَأْزِمَيْها؛ المَأْزِمُ‏:‏ المَضِيقُ

في الجبال حتى يَلتَقِي بعضُها ببعض ويَتَّسِع ما وَرَاءه، والميمُ

زائدة، وكأَنه من الأَزْمِ القُوّة والشدّة؛ وأَنشد لِساعدة ابن جؤية

الهُذَلي‏:‏ ومُقامُهنّ، إِذا حُبِسْنَ، بِمَأْزِمٍ

ضَيْقٍ أَلَفَّ، وصَدّهنّ الأَخشَبُ

قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده ومُقامِهنَّ، بالخفض على القَسَم لأَنه أَقسم

بالبُدْن التي حُبِسْن بِمَأْزِمٍ أَي بمَضِيق، وأَلَفَّ‏:‏ مُلْتَفّ، والأَخْشَبُ‏:‏ جبل، والمَأْزِمُ‏:‏ مَضِيقُ الوادي في حُزُونةٍ‏.‏ ومَآزِمُ

الأَرض‏:‏ مَضايِقها تلْتَقي ويتَّسِع ما وراءها وما قُدّامها‏.‏ ومآزِمُ

الفَرْجِ‏:‏ مَضايقه، واحدها مَأْزِم‏.‏ ومأْزِمُ القِتال‏:‏ موضعه إِذا ضاق، وكذلك

مَأْزِمُ العَيش؛ هذه عن اللحياني، وكلُّ مَضِيق مَأْزِمٌ‏.‏

والأَزْمُ‏:‏ إِغْلاق الباب‏.‏ وأَزَمَ البابَ أَزْماً‏:‏ أَغْلَقه‏.‏

والأَزْمُ‏:‏ الإِمساك‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الآزِمُ الذي ضَمَّ شفتيه‏.‏ والأَزْمُ‏:‏ الصمْت‏.‏

والأَزْمُ‏:‏ تركُ الأَكل وأَصله من ذلك؛ وفي الحديث‏:‏ أَن عمر قال للحرث ابن كَلْدة وكان طبيبَ العَرب‏:‏ ما الطِّبُّ‏؟‏ فقال‏:‏ هو الأَزْمُ، وهو أَن لا

تدخِل طعاماً على طعام، وفسَّره الناسُ أَنه الحِمْيَةُ والإِمساك عن

الاستكثار، وفي النهاية‏:‏ إِمساك الأَسْنان بعضها على بعض‏.‏ والأَزْمةُ‏:‏ الأَكلة

الواحدة في اليوم مرَّة كالوَجْبةِ‏.‏ وفي حديث الصلاة أَنه قال‏:‏ أَيُّكم

المُتَكلِّم‏؟‏ فَأَزَمَ القومُ أَي أَمسكوا عن الكلام كما يُمسِك الصائم

عن الطَّعام، قال‏:‏ ومنه سميت الحِمْيَةُ أَزْماً، قال‏:‏ والرواية المشهورة‏:‏

فَأَرَمَّ القوم، بالراء وتشديد الميم؛ ومنه حديث السِّواك‏:‏ يستعمله عند

تَغَيُّر الفَمِ، من الأَزْمِ‏.‏

وأَزِيمٌ‏:‏ جبل بالبادية‏.‏

أسم‏:‏ أُسامَةُ‏:‏ من أَسماء الأَسد، لا يَنْصرِف‏.‏ وأُسامة‏:‏

اسم رجل من ذلك؛ فأَما قوله‏:‏

وكأَنِّي في فَحْمة ابن جَمِيرٍ

في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ

فإِنه زاد اللام كقوله‏:‏

ولقد نَهَيتُك عن بَنات الأَوْبرِ

وأَما قوله‏:‏

عَيْنُ بَكِّي لِسَامةَ بن لُؤَيٍّ

عَلِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقهْ‏.‏

فإِنه أَراد بقوله لِسامةَ لأُسامة، فحذف الهمز‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ يقال هذا أُسامةُ، وهو الأَسدُ، وهو مَعْرِفة؛ قال زهير يَمْدح هَرِم بن سِنان‏:‏ ولأَنْثَ أَشْجَعُ من أُسامة، إِذ

دُعِيَتْ نزَالِ، ولُجَّ في الذُّعْرِ

وأَما الاسم فنذكره في المعتلّ لأَن الأَلف زائدة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وأَما

أَسماءُ اسم امرأَة فمختلَف فيها، فمنهم مَن يجعلها فَعلاء والهمزة فيها

أَصْل، ومنهم مَن يجعلُها بَدلاً من واو وأَصْلُها عندهم وَسْماء، ومنهم

مَن يجعل همزتها قطعاً زائدة ويجعلها جمعَ اسم سميت به المرأَة، قال‏:‏

ويقوّي هذا الوجه قولهم في تصغيرها سُمَيَّة، ولو كانت الهمزة فيها أَصْلاً

لم تحذَف‏.‏

أضم‏:‏ الأَضَمُ‏:‏ الحِقْدُ والحسَدُ والغضَبُ، ويجمع على أَضَماتٍ؛ قال ابن بري‏:‏ شاهده قول الشاعر‏:‏

وباكَرَا الصَّيْدَ بحَدٍّ وأَضَمْ، لن يَرْجِعا أَو يَخْضِبا صَيْداً بِدَمْ

وأَضِمَ عليه، بالكسر، يَأْضَمُ أَضَماً‏:‏ غضب؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

فُرُحٌ بالخَيْر إِنْ جاءَهُمُ، وإِذا ما سُئِلُوه أَضِمُوا

قال العجاج‏:‏

ورأْس أَعْداءٍ شديد أَضَمُهْ

وفي حديث نَجْران‏:‏ وأَضِمَ عليه أَخوه كُرْزُ بن عَلْقَمَة حتى أَسلم‏.‏ يقال‏:‏ أَضِمَ الرجل، بالكسر، يَأْضَمُ أَضَماً إِذا

أَضْمَر حِقْداً لا يستطيع أَن يُمْضِيَه؛ وفي حديث آخر‏:‏ فَأَضِمُوا عليه‏.‏

وأَضِمَ به أَضَماً، فهو أَضِمٌ‏:‏ عَلِقَ به‏.‏ وأَضِمَ الفحل بالشُّوَّل‏:‏

عَلِقَ بها يَطْرُدها ويَعَضُّها وأَضِم الرجل بأَهله كذلك‏.‏ وإِضَمٌ‏:‏

موضع؛ قال النابغة‏:‏

واحْتَلَّت الشَّرْعَ فالأَجْراعَ من إِضَما

وإِضَمٌ، بكسر الهمزة‏:‏ اسم جبل؛ قال الراجز يصف ناراً‏:‏

نَظَرْت والعَيْنُ مُبينة التَّهَمْ

إِلى سَنا نارٍ، وقُودُها الرَّتَمْ، شُبَّتْ بأَعلى عانِدَيْن من إِضَمْ

قال ابن بري‏:‏ وقد جاء غير مصروف، وأَنشد بيت النابغة‏.‏ وفي بعض الأَحاديث

ذِكْر إِضَمٍ، وهو بكسر الهمزة وفتح الضاد، اسم جبل، وقيل‏:‏ موضع‏.‏

أطم‏:‏ الأُطُم‏:‏ حِصْنٌ مَبْنِيٌّ بحجارة، وقيل‏:‏ هو كل بيت مُرَبَّع

مُسَطَّح، وقيل‏:‏ الأُطْم مثل الأجّم، يخفف ويثقَّل، والجمع القليلُ آطامٌ

وآجامٌ؛ قال الأَعشى‏:‏

فإِمَّا أَتَتْ آطامَ جَوٍّ وأَهلَه، أُنِيخَت فأَلقَتْ رَحْلَها بِفِنائكا

والكثير أُطُومٌ، وهي حُصون لأَهل المدينة؛ قال أَوْس بن مَغْراء

السعدي‏:‏ بَثَّ الجُنودَ لهم في الأَرض يَقْتُلُهم، ما بين بُصْرى إِلى آطامِ نَجْرانا

والواحدة أَطَمة مثل أَكَمَة؛ وباليمن حِصْن يُعرف بأُطُم الأَضْبطِ، وهو الأَضْبط بن قُرَيْع بن عوف ابن سعد بن زيد مَناة، كان أَغار على أَهْل

صَنْعاء وبَنَى بها أُطُماً وقال‏:‏

وشَفَيْتُ نَفْسِي، من ذوِي يَمَنٍ، بالطَّعْنِ في اللَّبَّات والضربِ

قَتَّلتهمْ وأَبَحْتُ بَلْدَتَهم، وأَقَمْتُ حَوْلاً كامِلاً أَسْبي

وبَنَيْتُ أُطْماً في بلادهم، لأُثَبِّت التَّقْهِيرَ بالغَصْبِ

ابن سيده وغيره‏:‏ الأُطْم حِصْن مَبْنِيٌّ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الأُطُوم

القُصور‏.‏ وفي حديث بلال‏:‏ أَنه كان يؤذِّن على أُطْمٍ؛ الأُطْم، بالضم‏:‏ بناء

مرتفع، وجمعه آطام‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حتى تَوارَتْ بآطامِ المدينة يعني

بأَبنيتها المرتفعة كالحُصون‏.‏ ابن بُزُرْج‏:‏ أَطَمْت على البَيْت أَطْماً أَي

أَرْخَيْت سُتورَه‏.‏ والتَّأْطِيمُ

في الهَوْدَج‏:‏ أَن يُسَتَّر بثياب، يقال‏:‏ أَطَّمْته تَأْطِيماً؛ وأَنشد‏:‏

تدخل جَوْزَ الهَوْدَجِ المُؤَطَّمِ

وأَزَمَ بيده وأَطَمَ

إِذا عضَّ عليها‏.‏ وأَطَمْت أُطوماً إِذا سكتّ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ التَّأَطُّم

سكوت الرجل على ما في نفسه‏.‏ وأَطَمْتُ البئر أَطْماً‏:‏ ضَيَّقْت فاها‏.‏

وتأَطُّمُ

الليل‏:‏ ظُلْمته وأَطِمَ أَطَماً‏:‏ غضِب‏.‏ وتَأَطَّم فلان تأَطُّماً إِذا

غضِب‏.‏ وفلان يتأَطَّم على فلان‏:‏ مثل يَتَأَجَّم‏.‏ وأَطِمَ أَطَماً‏:‏

انضمَّ‏.‏ الأُطامُ والإِطامُ‏:‏ حصْر البَعير والرجُل، وهو أَن لا يَبُول ولا

يَبْعَر من داءٍ، وقد أَطِمَ أَطَماً وأُطِمَ أَطْماً وأُطِمَ

عليه‏.‏ ويقال للرجل إِذا عَسُر عليه بُروزُ غائطِه‏:‏ قد أُطِم أَطْماً، وأْتُطِمَ أئتِطاماً‏.‏ ويقال‏:‏ أَصابه أُطامٌ وإِطامٌ إِذا احتبس بَطْنُه‏.‏

وبعير مَأْطُومٌ وقد أُطِمَ إِذا لم يَبُل من داءٍ يكون به‏.‏ الجوهري‏:‏

الأُطامُ، بالضم، احتباس البول، تقول منه‏:‏ أُؤْتُطِمَ على الرجل؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

تَمْشي من التَّحْفِيلِ مَشْيَ المُؤْتَطِمْ

قال‏:‏ وقال عبد الواحد التَّأَطُّم امتناع النَّجْوِ، قال‏:‏ وقال أبو عمرو المُؤَطَّم المكسر بالتراب؛ وأَنشد لعياض بن درَّة‏:‏

إِذا سَمِعتْ أَصْوات لأْمٍ من المَلا، بَكَتْ جَزَعاً من تحت قَبرٍ مُؤَطَّمِ

والأَطِيمةُ‏:‏ مَوْقِدُ النار، وجمعها أَطائم؛ قال الأَفْوَهُ الأَوْديّ‏:‏

في مَوْطِنٍ ذَرِبِ الشَّبا، فكأَنَّما

فيه الرِّجالُ على الأَطائِم واللَّظى

شمر‏:‏ الأَطِيمةُ توثق الحمام بالفراسي‏.‏ ابن شميل‏:‏ الأَتُّون والأَطيمة

الداستورن‏.‏ والأَطُوم‏:‏ سمكة في البحر يقال لها المَلِصَةُ والزَّالِخَة‏.‏ والأَطُومُ‏:‏ السُّلَحْفاة

البحريّة، وفي المحكم‏:‏ سُلَحْفاة بَحْريّة غليظة الجلْد في البَحْر يُشَبَّه بها

جِلْد البعير الأَمْلَس، وتُتَّخذ منها الخفاف للجَمّالين وتُخْصَفُ بها

النِّعال؛ قال الشمَّاخ‏:‏

وجِلْدُها من أَطُومٍ ما يُؤَيِّسهُ

طِلْحٌ، بضاحِية البَيْداء، مَهْزُولُ

وقيل‏:‏ الأَطُوم القُنْفُذُ‏.‏ والأَطُوم‏:‏ البَقَرةُ، قيل‏:‏ إِنما سُمِّيت

بذلك على التَّشْبيه بالسَّمَكة لغِلَظ جِلْدها؛ وأَنشد الفارسي‏:‏

كأَطُومٍ فَقَدَتْ بُرْغُزَها، أَعْقبَتْها الغُبْسُ منها نَدَما

غَفَلَتْ ثم أَتَتْ تَطْلُبُه، فإِذا هي بِعِظام وَدَما

وفي قصيدة كعب بن زُهَير يمدح سيدَنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏

وجِلْدُها من أَطُوم لا يُؤَيِّسُهُ

قال ابن الأَثير‏:‏ الأَطُومُ الزَّرافةُ يَصِفُ جِلْدها بالقُوَّة

والمَلاسَةِ، لا يُؤَيِّسه‏:‏ لا يُؤَثِّر فيه‏.‏

والأَطِيمُ‏:‏ شحْم ولَحْم يُطْبخ في قِدْرٍ سُدَّ فَمُها‏.‏ الفراء‏:‏

السِّنَّوْرُ يَتَأَطَّمُ ويَتَحَدَّم للصَّوْت الذي في صَدْره‏.‏ وتَأَطَّم

السَّيْلُ

إِذا ارتفعت في وَجْهه طَحَماتٌ كالأَمْواج ثم يكسَّر بعضها على بعض؛ قال رؤبة‏:‏

إِذا ارْتَمَى في وَأْدِه تَأَطُّمُهْ

وَأْدُه‏:‏ صَوْتُه‏.‏

أكم‏:‏ الأَكَمَةُ‏:‏ معروفة، والجمع أَكَماتٌ وأَكَمٌ، وجمع الأَكَمِ

إِكامٌ مثل جَبَلٍ وجِبالٍ، وجمع الإِكامِ أُكُم مثل كتابٍ وكُتُبٍ، وجمع

الأُكُم آكامٌ مثل عُنُقٍ وأَعْناقٍ، كما تقدّم في جمع تَمْرة‏.‏ قال‏:‏ يقال أَكمة وأَكَم مثل ثَمَرة وثَمَر، وجمع أَكَمَةٍ أُكُم كخَشَبَة وخُشُبٍ، وإِكام كرَحَبةٍ ورِحاب، ويجوز أَن يكون آكام كجَبَل وأَجْبالٍ، غيره‏:‏

الأَكَمَةُ تَلٌّ من القُفِّ وهو حَجر واحد‏.‏ ابن سيده الأَكَمَة القُفُّ من حجارة واحدة، وقيل‏:‏ هو دون الجبال، وقيل‏:‏ هو الموضع الذي هو أَشدُّ

ارتفاعاً ممَّا حَوْلَه وهو غليظ لا يبلغ أَن يكون حَجَراً، والجمع أَكَمٌ

وأُكُمٌ وأُكْمٌ وإِكامٌ وآكامٌ وآكُمٌ كأَفْلُسٍ؛ الأَخيرة عن ابن جني‏.‏ ابن شميل‏:‏ الأَكَمَةُ قُفٌّ غير أَن الأَكَمةَ أَطْول في السماء وأَعظم‏.‏

ويقال‏:‏ الأَكَمُ أَشْرافٌ في الأَرض كالرَّوابي‏.‏ ويقال‏:‏ هو ما اجتمع من الحِجارة في مكانٍ واحد، فَرُبَّما غَلُظَ وربما لم يَغْلُظ‏.‏ ويقال‏:‏ الأَكَمَةُ

ما ارتَفَعَ عن القُفِّ مُلَمْلَمٌ مُصَعَّدٌ في السماء كثير الحجارة‏.‏

وروى ابن هانئ عن زَيْد بن كَثْوة أَنه قال‏:‏ من أَمثالهم‏:‏ حَبَسْتُموني

ووَراء الأَكَمَةِ ما وَراءها؛ قالَتْها امرأَة كانت واعَدَتْ تَبَعاً لها

أَن تأْتِيَهُ وراء الأَكَمة إِذا جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً، فَبَيْنا هي مُعِيرةٌ في مَهْنَة أَهْلِها إِذ نَسَّها شَوْقٌ إِلى مَوْعِدها وطال

عليها المُكْث وضَجِرت فخرج منها الذي كانت لا تريد إِظْهارَه وقالت‏:‏ حَبَسْتُموني ووَراء الأَكَمة ما وَراءها يقال ذلك عند الهُزْء بكل مَنْ أَخبر عن نفسه ساقِطاً مَا لا يريد

إِظْهارَه‏.‏

واسْتَأْكَم الموضعُ‏:‏ صار أَكَماً؛ قال أَبو نخيلة‏:‏

بين النَّقَا والأَكَم المُسْتَأْكِمِ

وفي حديث الاسْتِسْقاء‏:‏ على الإِكامِ والظِّرابِ ومَنابتِ الشجَرِ؛ الإِكامُ‏:‏ جمع أَكَمة وهي الرابِيَة‏.‏

والمَأْكَمَةُ‏:‏ العَجِيزةُ‏.‏ والمَأْكَمان والمَأْكَمَتان‏:‏ اللَّحْمَتان

اللتان على رُؤوس الوَرِكَيْن، وقيل‏:‏ هما بَخَصَتان مُشْرِفتان على

الحَرْقَفَتَيْنِ، وهما رُؤوس أَعالي الوَرِكَيْن عن يمين وشمال، وقيل‏:‏ هما

لَحْمتان وَصَلَتا ما بين العَجُز والمَتْنَيْن، والجمع المَآكِمُ؛ قال‏:‏

إِذا ضَرَبَتْها الرِّيح في المِرْطِ أَشْرَفَتْ

مَآكِمُها، والزُّلُّ في الرِّيحِ تُفْضَحُ

وقد يُفْرَد فيقال مَأْكَمٌ ومَأْكِمٌ ومَأْكَمَةٌ ومَأْكِمَةٌ؛ قال‏:‏

أَرَغْت به فَرْجاً أَضاعَتْه في الوَغى، فَخَلَّى القُصَيْرى بين خَصْر ومَأْكَمِ

وحكى اللحياني‏:‏ إِنه لعَظيمُ

المَآكِمِ كأنهم جعلوا كل جزء منه مَأْكَماً‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ إِذا

صَلَّى أَحدُكم فلا يَجْعل يَدَهُ على مَأْكَمتَيْه؛ قال ابن الأَثير‏:‏

هما لَحْمتان في أَصل الوَرِكَيْن، وقيل‏:‏ بين العَجُز والمَتْنَيْن، قال‏:‏

وتفتح كافُها وتكْسَر؛ ومنه حديث المُغِيرة‏:‏ أَحْمَر المَأْكَمَةِ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ لم يرد حُمْرة ذلك الموضع بعينه، وإِنما أَراد حُمْرَة ما تحتها من سَفِلَته، وهو ما يُسَبُّ به فَكَنَى عنها بها؛ ومثله قولهم في السَّبِّ‏:‏ يا ابن حَمْراء العِجَانِ ومَرْأَة مُؤَكِّمَةٌ‏:‏ عظيمة

المَأْكِمَتَيْن‏.‏

وأُكِمَتِ الأَرضُ‏:‏ أُكِلَ جميعُ ما فيها‏.‏ وإُِكامٌ‏:‏ جبل بالشام؛ وروي

بيت امرئ القيس‏:‏

بين حامِرٍ *** وبين إِكام‏.‏ في التهذيب‏:‏

ويَجْلُبُوا الخَيْلَ من أَلُومَةَ أَوْ *** من بَطْنِ عَمْقٍ، كأَنَّها البُجُدُ